زبيري رمضان

مدونة أ/زبيري رمضان ترحب بالإخوة الزائرين للمدونة ونرجو من الله أن المدونة وما فيها تحوز إعجابكم ومتمنين من الله الصحة والعافية لكل زوار وأعضاء المدونة إدارة المدونة أ/زبيري

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

المحاضرة الخامسة

الفكر السياسي في روما القديمة
ظهرت روما في بداية عهدها كدولة مدينة مكونه من عدة قبائل تسكن التلال المحيطة بها، وكانت لها حكومة ملكية ولها مجلس شيوخ استشاري(مجلس الطبقة الأرستقراطية) وجمعية عامة(كانت تمثل عامة الشعب)مكلفة باختيار الملك. وهي بذلك كانت تشبه نظام دولة المدينة القائم في المدن اليونانية، وبحلول عام 500 ق.م قامت الجمهورية وانتهى عصر الملكية الأرستقراطية وأخذت روما في التوسع لتقيم إمبراطورية واسعة تعتمد على الحكم الديكتاتوري، ومع تزايد الولايات والشعوب كان لابد من إرساء قواعد النظام القانوني الذي يساعد في إدارة هذه الإمبراطورية فظهر ((قانون الشعوب)) الذي استمد قواعده من المبادئ العامة والمثل القانونية السائدة، وبموجب هذا القانون أعطي سكان الولايات التي تخضع للإمبراطورية صفة المواطنين .
إذا كان اليونانيون يفكرون بطريقة فلسفية وأخلاقية، فالرومانيون يفكرون بطريقة حقوقية وقانونية ، وإذا كان اليونانيون يفتخرون بفلاسفتهم وفلسفتهم فالرومانيون يفتخرون بقانونهم  وقوانينهم هذه الصبغة  القانونية التي إندمجت مع فكرهم السياسي،ترجع لإعتبارات عملية تتعلق بالمشاكل والتحديات المترتبة على التعامل مع دولة ذات أعراف متعددة ومترامية الأطراف،فكان لابد من بحث دقيق عن توازن يحفظ للدولة إستمراريتها وإستقرارها، ولن يتأتى ذلك إلا عن طريق القانون الدقيق والمنظم.
أولاً: الأوضاع السياسية لروما القديمة
      مرت الحضارة الرومانية في تاريخها السياسي الطويل بمراحل عدة، حتى وصلت إلى تأسيس إمبراطورية مترامية الأطراف ذات سلطان ضخم وخطر في الداخل والخارج، وقد عرفت روما في تاريخها أشكالاً مختلفة للحكم عما سبقها، فقام فيها النظام الملكي والنظام الجمهوري، وفي ظل هذين النظامين وجدت حكومات فردية، وحكومات أقلية (أرستقراطية و أوليغارشية) ثم حكومات ديمقراطية، لكن فكرة الديمقراطية هذه لم تستطيع أن تثبت جذورها في روما لأسباب ترجع إلى طبيعة الرومان وتعلقهم الشديد بالتقاليد الموروثة وعدم تحمسهم للمبادئ الخلابة (عكس اليونانيين)، فلم يكن الرومانيون يحفلون بالنظريات والمذاهب السياسية والأفكار المثالية التي شغل اليونانيون أنفسهم بها، وإنما اهتموا بالنواحي العلمية والواقع الملموس، ولما انهارت طبقة المزارعين التي هي عماد الديمقراطية المستقرة لم يثبت في روما نظام ديمقراطي سليم. وينقسم تاريخ الدولة الرومانية، منذ تأسيسها في القرن8ق.م إلى ثلاث فترات متتالية وهي كالتالي:
1.    فترة الحكم الملكي
         بدأت هذه الفترة مع تأسيس مدينة روما في عام 753ق.م على يد الملك رومولوس (romolus) حسب رواية الأساطير الرومانية، وتقسم فترة الحكم الملكي إلى مرحلتين:
         المرحلة الأولى: حكم ملوك الرومان الأصليين وتقول الرواية التي تناقلها المؤرخون القدامى أن روميلوسromulus  وأخاه ريموس remos أسسا مدينة روما، وعندما قُتـِلَ هذا الأخير على يد أخيه، حكم روميلوس بمفرده وتعاقب بعده ثلاثة ملوك من أصل روماني حتى الغزو الإتروسكي لإيطاليا.
         المرحلة الثانية:حكم الملوك الإتروسكيين الذين وفدوا من آسيا الصغرى وأحكموا السيطرة على روما،وهناك بعض الروايات تقول إنهم من  مؤسسيها أيضا، الذين نقلوا حضارتهم إليها وكان آخر ملوكهم يدعى تاركان العظيم الذي حكم  حكما ديكتاتوريا على كافة الشعب الأمر الذي أثار قلق الأشراف الذين ثاروا عليه بمساندة اليونان ،والذين تمكنوا من السيطرة على البلاد في العهد الجمهوري اللاحق.
2.    فترة الحكم الجمهوري:
    على إثر تمرد الرومانيين على هيمنة الإتروسك عام 509ق.م، تخلوا عن النظام الملكي واستبدلوه بنظام جمهوري وذلك بإحلال حاكمين على رأس السلطة التنفيذية محل الملك، ويسميان "بالقنصلين" ويتم انتخابهم سنوياً من لدن المجالس الشعبية ويتناوبان على الحكم شهرا لكل واحداً منهم.
3.    فترة الحكم الإمبراطوري:
     ظهر هذا النظام مع توسيع روما وضمها لأراضي شاسعة وشعوب متعددة ولم يعد بمقدور النظام الروماني إدارة هذه الإمبراطورية الضخمة.وكانت الإرهاصات الأولى لبداية النظام الإمبراطوري مع"يوليوس قيصر 101_ 44 ق.م" الذي استولى بحد السيف على السلطة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق